التضامن المصري الجزائريمشجعو مصر يدعمون الخضر بعد خروج منتخبهم من أمم أفريقيا
2025-10-12 04:28:42
في مشهد يعكس تجاوزاً لخلافات الماضي، يتصدر الدعم المصري للمنتخب الجزائري مشهد التفاعلات الجماهيرية في بطولة كأس أمم أفريقيا، حيث أظهر المشجعون المصريون تضامناً لافتاً مع “أخضر الجزائر” رغم الخروج المبكر لمنتخبهم من المنافسة.
منذ خروج المنتخب المصري من البطولة، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة للتعبير عن الدعم الجزائري، حيث تصدرت وسوم مثل “منتخب الجزائر” و”رياض محرز” و”فخر العرب الحقيقي” قوائم الترند في مصر، بمشاركة آلاف المغردين المصريين الذين عبروا عن تأييدهم للفريق الجزائري في المباريات المتبقية.
هذه الصورة التضامنية تتناقض بشكل صارخ مع أجواء الأزمة الكروية التي شهدها البلدان قبل عشرة أعوام خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، والتي خلفت آثاراً سلبية استمرت لسنوات. اليوم، يبدو الجمهور المصري حريصاً على طي تلك الصفحة وإظهار الوجه الحقيقي للعلاقات الشعبية بين البلدين.
اللافت في التفاعل المصري أن الكثير من المشجعين استخدموا لغة الطرافة والدعابة في تعليقاتهم، حيث سجل البعض تخوفهم من أن “ينقلوا سوء الحظ” للمنتخب الجزائري بدعمهم له، بينما قام آخرون بمقارنات بين أداء نجوم الجزائر وأداء منتخب بلادهم، مطالبين اللاعبين المصريين بالاستفادة من “الأداء المثالي” للنجوم الجزائريين.
هذه الحركة التضامنية لم تكن عفوية، بل جاءت كرسالة واضحة من الجمهور المصري تؤكد رغبته في تجاوز إرث الماضي وقطع الطريق على محاولات بعض وسائل الإعلام في تأجيج الخلافات. كما أنها تعكس إدراكاً شعبياً لأهمية الوحدة الرياضية بين البلدين الشقيقين في ظل التحديات الإقليمية المشتركة.
في المقابل، لقي هذا الدعم ترحيباً جزائرياً ملحوظاً، حيث عبر المشجعون الجزائريون عن تقديرهم للموقف المصري، خاصة في ظل الأداء المشرف للمنتخب الجزائري في البطولة. كما أظهر الجمهور الجزائري سابقاً تعاطفاً واضحاً مع خروج المنتخب المصري من المنافسة.
هذه الصورة الإيجابية تثبت أن كرة القدم يمكن أن تكون جسراً للتواصل بين الشعوب بدلاً من أن تكون مصدراً للخلافات، وأن الإرادة الشعبية قادرة على تجاوز أي أزمات مفتعلة عندما تكون هناك رغبة حقيقية في بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتضامن في الأوقات الصعبة.